العسل الذهبي أو الحليب الذهبي هو خليط من العسل والكركم، فمن المعروف أن العسل يمتاز بخصائص علاجيّة وعند خلطه مع الكركم فإنه يزيد من قوته.
ما هو الكركم؟ ما هي فوائده؟
يتمتع الكركم بكونه غذاء قويّ يأتي من جنوب غرب الهند، يملك خصائص مضادة للالتهاب قوية ومضادة للأكسده والجراثيم بفعل المادة الفعّالة فيه التي يُطلق عليها بالكركمين، والذي تمتاز بطعمها الأرضي، والمُر، وبرائحة تشبه رائحة الماسترد، وتجدّر الإشارة إلى أن
كل 100 غرام من الكركم يحتوي على 3-5 غرام من الكركمين، إلى جانب هذا المكون يوجد الديسميثوكسي كركمين وبيز-ديسميثوكسي كركمين الذي يعتبر من الفينولات والسبب وراء لونه الأصفر وفوائده الصحيّة العديدة.
الكركم مضاد التهاب قوي
نشر Kuptniratsaikul V et al في مجلة عن الطب البديل دراسة عن فاعلية ومأمونية الكركم لمرضى هشاشة عظام الركبة مقارنة بالبروفين.
“ثبت أن الكركم فعّال كما هو البروفين لدى مرضى هشاشة العظام”
يمنع الزهايمر
يتناول الهنود الكركم في كل وجبة تقريبًا، ويعتبر من التوابل التقليدية المستخدمة في الطب والمطبخ الهندي، وبهذا الصدد تُصنف الهند على أن لديها أدنى معدلات إصابة بمرض الزهايمر في العالم، ولا يعود الفضل لأسلوب حياتهم المُجهد، وإنّما لوجود الكركم في نظامهم الغذائيّ.
“تشير الدراسات التي أجريت على النماذج الحيوانية لمرض الزهايمر (AD) إلى وجود تأثير مباشر للكركمين في الحد من أمراض الأميلويد للإصابة بمرض الزهايمر وإلى أن الكركمين عامل واعد في علاج و / أو الوقاية من مرض الزهايمر، من ناحية أخرى، فإن استخدام الكركمين على نطاق واسع كمادة مضافة للغذاء والدراسات الصغيرة وقصيرة المدى على البشر تشير إلى مأمونيته”.
وجد جريجوري كول الأستاذ المساعد في قسم طب الأعصاب والطب في بحث حول الكركمين أو الصبغة الصفراء في توابل الكاري والتي يتم إعطاؤها للفئران المعدلة وراثيًا يمكن أن تمنع تفتيت لويحات الأميلويد التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر.
في دراسة أُخرى، أجريت في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس قام العلماء بتغذية الكركمين وهو المركب النشط في شاي الكركم للفئران المُعرضة لتراكم لوحة بيتا أميلويد في أدمغتهم والذي يعتبر السبب وراء مرض الزهايمر عند البشر، حيث منع الكركمين من تراكم الصفيحات، وقلل التهاب الأنسجة العصبيّة المرتبط بمرض الزهايمر، وقد لوحظ أيضاً أن الفئران التي تغذت على الكركمين كان آداؤها في اختبارات الذاكرة أفضل من تلك التي تناولت وجبات عادية.
يقال أن علاج الزهايمر يبدأ بـ 1/2 إلى 1 ملعقة صغيرة يوميًا في 4 إلى 6 أونصات من الماء.
يمنع النوبات القلبية
في عام 2012م تمّ اجراء دراسة بقلم ونجشاريون وآخرون بعنوان “آثار الكوركومينويد على احتشاء عضلة القلب الحاد بعد ترقيع الشريان التاجي” تابع فيها 121 مريضًا خضعوا لعملية جراحية بين عامي 2009م و 2011م، فقد تناول نصف المرضى كبسولات الكركمين قبل الجراحة بثلاثة أيام،ولمدة 5 أيام بعد الجراحة، بينما تناول النصف الآخر الحبوب الوهمية. أصيب 30% ممن تناول الحبوب الوهمية بنوبة قلبية بينما كانت النسبة 13% لمن تناول حبوب الكركمين، لذا يُعتقد أن خصائص الكركمين القوية المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة قد تساعد في تقليل فرص الإصابة بنوبة قلبية بنسبة تصل إلى 65٪.
استنتاج
قد تكون التأثيرات المُضادة للأكسدة والمُضادة للالتهابات للكوركومينويد هي المسؤولة عن منع النوبات القلبية المذكورة في هذه الدراسة.
يمنع ويعالج السرطان
خلال الدراسات التي أُجريت على الحيوانات وجد أن الكركمين يتداخل من عدة نواحي مهمة تشارك في تطور ونمو وانتشار السرطان، كما هو موضح فيما يأتي:
• يثبط الكركمين من نشاط وحركة خلايا الصدر السرطانية عبر تثبيط إنتيجربن ( ألفا 6 بيتا 4).
• يثبط الكركمين ورم الخلايا النَجمية أو الدبقية سي 6 مستهدفا الخلايا الجذعية.
• أثبت تركيبة الكركمين جي زد 534 فاعليتها ضد سرطان الرئة في المختبر.
يخفض الكوليسترول
نشرت دراسة علىPubMed “أن الكركمين يعزز من مستوى LDLR على سطح الخلية ويعزز امتصاص LDL من خلال تقليل تنظيم التعبير الجيني PCSK9 في خلايا HepG2 “، وأن قمع الكركمين لتعبير PCSK9 مرتبط بزيادة نشاط LDLR و LDLR السطحي في الخلايا الكبدية، ويعمل بآلية جزيئيّة تختلف عن الستاتينات، وقد لوحظ أنّ الكركمين يخفض من شحميات الدم ويمكن أن يكون بمثابة مُكمل مفيد مع الستاتين لفرط كوليسترول الدم.
حالات مرضيّة يعتبرالكركمين مفيدًا فيها:
• يخفف من أعراض عسر الهضم.
• يساهم في فقدان الدهون بشكل صحيّ، كما يقلل من المشاكل المتعلقة بالأنسولين.
• يقلل من أعراض هشاشة العظام.
• يساعد الكركم الممزوج بالعسل على الهضم، ويزيد من نشاط البكتيريا النافعة في الأمعاء.
• يخفف من أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، وبالأخص إذ تم مزجه مع العسل وخاصة العسل الذهبي.
يتم صُنع العسل الذهبيّ من مزج العسل الخام مع كميّة معينة من الكركم، ويوصى بحفظه بعد أن يتم تذويبه تمامًا، ليتم استخدام ملعقة صغيرة منه كل ساعتين للتخفيف أعراض نزلات البرد، كما أنه يساعد بعلاج بعض أمراض الجهاز التنفسي، والهيموفيليا، وارتفاع ضغط الدم، وبهذا الصدد يُفضل أن يتواجد بعض العسل العلاجي في المنزل كالعسل الأسود المكون من العسل والكمون الأسود، والعسل الذهبي المكون من العسل والكركم أو عسل القرفة.
حسب الطب التبتي يجب أن لا يتم تناول الكركم بشكل عشوائيّ، إنمّا كما يأتي:
• قبل الأكل فهو ممتاز للحلق والرئتين.
• أثناء الأكل فهو ممتاز للجهاز الهضمي.
• بعد الأكل فهو ممتاز للقولون والكلى.
ملاحظة:
عند تناول الكركم لعلاج حالة معينة، قم بتجربته وقيّم ما تشعر به أو قم بشراء أقراص الكركم.
الجرعة الموصى بها من الكركم
يوصي بعض المعالجين بتناول 375 – 400 ملغم من الكركم يوميًا أو 200 ملغم من الكركمين يوميًا، بينما يوصي المعالجون الآخرون بجرعات أعلى، إذ يقترح دليل الطب البديل والطب التكميليّ بجامعة ميريلاند جرعات الكركم الآتية للبالغين:
الجذر: 1.5-3 غرام يوميًا.
مسحوق الجذور المجففة: 1-3 غرام في اليوم.
المستخلص (1: 1): 30-90 نقطة في اليوم.
الصبغة (1: 2): 15-30 نقطة، 4 مرات في اليوم.
بينما جرعة الكركمين الموصى بها كمكمل هي 400-600 ملغم 3 مرات في اليوم.
ملاحظة:
يجب استشارة الطبيب عند تناول الكركم أو الكركمين، ذلك بسبب مفعوله القويّ الذي يؤثر على دورالأدوية الأخرى.
الآثار الجانبيّة للكركم
يجب توخي الحذر عند تناول الكركم أو الكركمين أو العسل الذهبي واستشارة الطبيب في حال الإصابة بواحدة من هذه الأمراض:
• مرض السكري أو انخفاض ضغط الدم: قد يساهم الكركم بتخفيض مستوى السكريّات وضغط الدم.
• مرض الصفراء: يمكن أن يُسبب الكركم تقلصات عضلية في المرارة في حال الإصابة بهذا المرض.
• حصوات المرارة.
تنويه:
• يجب على النساء الحوامل أخذ موافقة الطبيب قبل استخدام الكركم.
• في حالات نادرة، يمكن أن يسبب الاستخدام المطوّل للكركم اضطرابًا في المعدة أو حرقة في المعدة.
التداخلات الدوائية
• تشير بعض الأدلة أيضًا إلى أن الكركمين يمكن أن يتداخل مع العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج سرطان الثدي، لذلك استشر الطبيب قبل تناول الكركمين.
• الكركم يزيد من فرصة حدوث النزيف في حال استخدام مميعات الدم، تشمل المميعات على: الوارفارين (الكومادين)، وكلوبيدوجريل (بلافيكس)، والأسبرين من بين أدوية أخرى.
• عند تناول الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة فإن الكركم يتداخل معها ويزيد من حمض المعدة المنتج مثل: سيميتيدين (تاجاميت)، فاموتيدين (بيبسيد)، رانيتيدين، (زانتاك)، إيسوميبرازول (نيكسيوم)، أوميبرازول (بريلوسيك)، لانسوبرازول (بريفاسيد).
• يعزز الكركم تأثير أدوية السكري، مما يزيد من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم).
تذكر
لا تجعل المرض والطب البديل محور اهتمامك، استمتع بالحياة بكل أحوالها مريضًا كنت أو سليمًا فلا فائدة من محاولة شفاء جسد نخسره في النهاية، بدلاً من ذلك، اشعر بالسعادة في الداخل.